عندما تتسرب ذرات الرمل من بين يديك ، قد تنحنى وتملأ كفيك بذرات الرمل مره اخرى ... قد لاتكون هى نفس ذرات الرمل ... ولكنك فى النهايه تمسك بذرات رمل.
لكن ماذا لو تسربت من بين يديك اشياء اخرى دون ان تدرى؟ مثل العمر! الذى يتسرب من ايديك بمرور اللحظات والايام والسنين ولا تنتبه ابدا، ولا تتوقف امام ما يحدث الاحينما تكتشف تلك الشعيرات البيضاء وقد غزت مفرقك وتلك الخطوط الرفيعه التى رسمت على استحياء احبطات الايام وقهرها على وجهك
ساعتها ستقول اين عمرى ؟ وكيف استرجعه؟ حتى اصلح ما فسد
قد تستطيع اصلاح القليل مما افسدت
قد تصالح من خاصمت
وقد تحنو على من جفوت
قد تتوقف امام اشياء اخرى فاتتك
ولكن
ماذا تفعل عندما يرحل الاحباء بغتة؟
ماذا تفعل عندما تستيقظ ذات يوم فتجد اجراس الرحيل قد دقت على ابواب محبيك
تعلن وقت الرحيل
ماذا تفعل وقد اضعت السنين الطوال دون ان تقول لمن تحبهم انك تحبهم؟
معتقدا بان العمر به المتسع وسياتى يوما تقول لهم فيه انك تحبهم ولكن بعدما تنتهى
من تحقيق ذاتك
عرفت ذالك عندما رحل ابى
وبين مفاجأه الرحيل وذهولى للسرعه التى رحل بها واستغراقى فى استرجاع الذكريات وتساؤلى لماذا لم اقل له انى احبه
لماذا لم اعوضه عن سنين بعدى عنه؟؟
واثناء ضياعى فى دروب الالم متجاهله من حولى تدق الاجراس مره اخرى
تعلن رحيل امى بفارق شهور قليله من رحيل ابى .
يا الهى مره اخرى لم اتعلم!
تمر السنوات تلو الاخرى ومازلت اتسائل ... لماذا لم اقل لهم احبكم؟