الأحد، 16 مايو 2010

نصره

انتهيت من مشاهده فيلم الطريق الى عتليت فى مدونه قلم رصاص واغمضت جفونى على ذلك المزيج المشتعل من نار المشاهد المؤلمه وملح الدموع
اراها تقتحم ذلك المشهد الدامى ملامحها واضحه
سنوات وسنوات مضت حتى نسيت ملامح تلك الشخوص التى صاحبتنى خلال تلك الفتره المكونه لبدايه ادراكى وتفاعلى لما يحدث حولنا
تأخذنى ملامحها الى الى ذلك الزمن المخزون فى فى خفايا القلب استزيد منه كلما اشتقت لزمن البراءه والايمان بالاشياء
تاتينى مفعمه بالفرح تكاد تطير تلقى بالسر فى سمعى ينتقل الى قلبى دون وسيط يرقص قلبى ويستعيد مشاهد انتصار الحب الرومانسى فى افلام فاتن حمامه وشاديه التى كنا نتابعها من نافذه مدرس الانجليزى المواجهه لسطح منزلنا ليله كل خميس
هو يعلم اننا ننتظر ذلك اليو م بشغف يعدل من وضع التليفزيون حتى يتيح لنا رؤيه واضحه يعتبر تلك الليله صدقه عن التليفزيون الوحيد فى الحى
ظل بيننا وبينه ذلك الاتفاق الصامت نحن نحترمه وهو يراعى انا عائله واحد مهما تباعدت الانساب ولنا حق عليه

اذكر عيناها المستديرتان المحاطه بتلك الهالات السوداء لم ارى مثل تلك العينان وهى تتابع احداث تلك الافلام لم نفهم سر تلك الدموع الثخينه نشاركها ونشارك بطله الفيلم بدموع مثل فيضان النيل ساعتها
ياتى الخميس المقدس ولا تظهر نتابع الفيلم وذهننا مشغول عليها
يأتى الصباح
تهمس لى ان السر لن يعود سر بعد الان وان الجميع سيعلمون غدا ان ابن عمتها سيقرأ فاتحتها غدا وان لغه العيون الصامته سيقرأها كل الناس
ستسمع اخيرا ما تاقت الى ان تسمعه لن تخجل بعد الان من مشاعرها
فى حفل بسيط فى حجره وفستان مستعار من صديقه لهالبست رجا ء شبكتها دائره صغيره حول اصبعها واخرى اكبر حول رسغها
اغلقت الدائره على سعاده احتلت كل ما يحيط بهم عندما اعلن تقديم موعد الزفاف لظروف استدعا ء جلال للجيش
تقل زيارتها استعدادا للعرس
مازالت ملامحها تتضح اكثر تحت لهيب الجفن المتقرح تتحدد الملامح اكثر ويشع ذلك الضوء من عيناها وهى تحكى عن وعد السعاده المقبل
وعن عهد اللقاء الابدى
اذكرها عندما تذهب عيناها الى عالم اخركانما تستحضر رؤى من عالم اسطورى فعندما لايستجيب الواقع الارضى لطموح حلمها تستكمل الحلم من رؤى واساطير
نعلم جميعا انها غير حقيقيه ولكنا نصدقها ونعيش الحلم معها ونسبح معها فى نهر الحلم المرتجى
الحلم لم يتجاوز الايام السبعه يرحل فى نهايتها جلال مع وعد بلقاء عند كل غروب عندما يستريح فى نهايه اليوم من الحرب ووعد بالنصره
تنتظره كل يوم فى موعد الغروب تقول انه ات
تنتظره بملابس العرس الملونه بالوان الفرح
كل يوم بثوب يحمل نفس الوان الايام السبعه التى هى عمرالسعاده
واثناء الانتظار تشعر بذلك النبض الاتى من اعماقها تحيط مكمن ذلك النبض بساعديها تحميه ستكون هديتها اليه عندما يأتيها بالنصر
ستقدم له نصره كما اسمتها قبل ان تتلقاها بين يديها
ياتى حصاد القمح فى موعده ولا ياتى
تكبر النبته داخل احشائها ولا يأتى
تأتى نصره ولا يأتى وتأتى النصره ولا يأتى
تعدله الحكايا حتى لايفوته شىء حين يأتى


اقابلها بعد عشرين عاما على محطه القطار تمسك بيدها جلال ابن نصره
تقول له وتشير له على اهى دى عارفه جدك وعارفه انه جاى وهيفرح لما يشوفك
هو مأسور عند اليهود وبكره لما تكبر هتحرره هو واللى زيه
وتمضى ومعها النظره التى تتجاوزنا الى عالم بعيد عن رؤانا عندما لاتجد فى الواقع ما تؤمن به
اسمعها تقول ما تقلقيش ياختى جلال مش فيهم
جلال جاى
الاسماء حقيقيه