فى كتاب الالم للكاتب المبدع جمال الغيطانى يتحدث عن الكنه فيقول .... (للالفاظ المجرده مدلولاتها، وبعضها يبث حقبا كامنه فى الروح هذه الكلمه المصريه التى ترد خلال حوارت قومى ، وغالبا ما تردف بها >اللمه< تعنى عندى امورا شتى منها الامان والرضا ودنو الاهل من بعضهم وتواصلهم باللفظ ؛بالنظر بتلمس شتى عناصر القربى. تعنى عندى السكينه ودفء الاسره واكتمالها).
اتوقف امام هذه الكلمات..... اغمض عينى على ذكريات زمن آخر كنت اعيشه حتى الثماله منذ وقت قريب. احمل هذه الذكرى اينما ذهبت ذكرى (الكنه) ..... في ليالى الشتاء خاصة نجلس سويا، نقترب من بعضنا يدفئنا الحوار والضحكات والطعام الساخن والتسالى ياخذنا الحنين الى ذكريات طفولتهم ومغامراتهم يغريهم الدفء والامان با عترافات ظلت لسنوات حبيسه صدورهم خوف اغضابى ... يفاجئهم انى كنت اعلم ... يضحكون من اسرارهم الصغيره وجهدهم الضائع فى اخفائها .... تطول السهره و يتسلل البرد هاربا من دفء اللمه .... ياخذنا الامان الى رحله النوم .... اتامل الوجوه المستسلمه لذلك الحنو والامان .... يأخذنى الخيال ... ارى الوجوه تزداد عددا وتتسع دائره الكنه ... اسمع الاصوات الِصغيره ... كان هذا حلمى الصغير ايام كثيره مرت ومازال الحلم الصغير... ولكن زاد عدد اصحاب الحلم الصغير.... يكبر الجميع ... وتمتد جذور الحلم فى الارض.... يفتحون قلوبهم واذرعهم على اتساعها .... يحضنون بلادى التى كانت بطلة حواديتى لاعوام واعوام ... هى من ستفتح ذراعيها للمحبين من اولادها ومن اغضبها ستسامحه.... تغلق امى الابواب فى وجوهم يبحثون لايريدون الرحيل .... يتشبثون بها .... الحلم موجود فى بلادى ... تمر الاعوام يتطلعون الى افاق الحلم الممكن ليكتشفوا انهم يطاردون سراب الحلم المستحيل ... تمد البلاد يدها فقط لتلقى بهم خارج الحدود ... حدود اللمه والامان والحلم الذى لم يعد ممكن .... تمر الايام وينشرخ جزء من جدار الروح .... يزداد الشرخ اتساعا .
استيقظ ليلا لابحث عن ليالى السمر والامان والدفء ... اجول فى كل الحجرات ... اتحدث الى صورهم وافتقد اللمه ... اخرج الى الشرفه ... اراقب البيوت الصغيره النائمه فى حضن الليل واتسائل على ماذا تغلق الابواب ... هل مثلى على احلام بعيده؟؟ .
ياتى الخريف ... يحتل جميع الفصول فى قلبى... تحترف عيناي السياحه فى اتجاه النجوم لعلى امسك بذلك النجم الذى يضىء سماء الغائبين ... ولكن حتى هذا محرومه انا منه فعندما انظر الى نجم يظل واحد هنا.... تكون الشمس تشرق عند الاخرى هناك فافتقد الكنه حتى فى الخيال ... احرم حتى من اللقاء تحت بريق نجم واحد و طلة شمس واحده او حتى قاره واحده .
اهرب من كل هذا... لعل فى مشاركة الاخرين همومهم ما يخفف عنى، واانس به .... ادخل عالم المدونين اجده عالم من المغتربين ... من تغرب فى بلده ومن هرب منها... كل اراد حياه كريمه لاتحرمه من الحلم واللمه ... ولكن بلاده تضن عليهم بهذا الحلم الصغير.
ادخل مدونه هنوده (غربه)لااجد سوى الغربه والحلم بالعوده بالامس ادخل عند د.على الخميسى يبكينى اشتياق اولاده وزوجته له وغيرهم من المدونين الذين جعلوا من الكتابه وطن يبثوه همومهم وغربتهم واشتياقهم .
زعلانه منك يا بلدى .......... ليه غربتينا جواكى وحرمتينا من حضنك مع ان حضنك واسع باتساع المدى .... بس خلى لكل الناس مكان فى حضنك يا بلدى ... كلنا بنحبك كان نفسى ولادى يكون ليهم مكان يعيشوا فيه بكرامه هما وغيرهم .... كان نفسى تضمنى وياهم نفس الارض ولو على بعد ساعات هاروح لهم ولو زاحفه .... نفسى انام وانا تحت نفس السما واتنفس نفس الهوا.
عرفتى يا بلدى ليه زعلانه منك ؟؟ زمان كنا بنتغرب عشان نعلم اخواتنا ونداويهم وبعلمنا نساعد فى نهضتهم دلوقتى ولادنا بيعتبروهم شحاتين مهما يشتغلوا ومهما يعملوا عمرهم ماحسوا ان اخوتنا بيقدروهم .
زعلانه منك يا بلدى.